-الموضة ليست مجرد فن وصناعة، بل هي ظاهرة إجتماعية وواحدة من أهم مكونات النظام الاجتماعي ونظام العمل في المجتمعات اليوم. كما أنها تخضع للتغييرات الإجتماعية فيها، وتلعب دوراً في تشكيل صورة الجسد الإجتماعية خصوصاً للمرأة. كما أنّ الأناقة والموضة لا تحتاج بالضرورة إلى ثروة أو شهرة ولكن إلى حس ذوقي يعرف كيف يختار القماش واللون المناسب. لهذا السبب برزت العديد من ماركات الألبـسة الـجاهزة التي لها وزنها في عالم الموضة وهي موجّهة للمرأة الأنيقة وليست بحاجة إلى دفع مبالغ طائلة من أجل الأناقة وتجديد الألبسة، من العلامات التجارية المنتشرة في الوطن العربي أيضاً نذكر : Mango ،Zara، H&M، VeraModa وغيرها.
-الموضة في تجددها تعود في بعض الأحيان إلى الماضي إذ نلاحظ أنّ الكثير من مصممي الأزياء يرجعون إلى الموضة القديمة كنوع من التغيير في رسم ملامح تصميمات الأزياء الحديثة. ومن أبرز الأمثلة، العودة الى موضة السبعينيات من القرن الماضي، طبعاً لا شيء يمنعنا من إستعارة موضة تلك الحقبة خاصةً وإنها غزت تصاميم كبرى دور الأزياء العالمية مثل موسكينو، ومارك جاكوبز، وإيلي صعب. هذا عدا عن الأزياء التقليدية، فالكثير من المصممين العرب يستوحي تصاميمه من التراث والأزياء الشعبية. في السنوات الأخيرة نلاحظ أنّ التغيرات المناخية قد تركت بصمات واضحة على عالم الأزياء وكذلك في عالم التجميل والعناية بالجسم، خاصة بين الشباب من أصحاب الإتجاهات الجديدة الذين مهدوا الطريق أمام الوعي البيئي في عالم الأزياء وهنا تلعب المنظمات المهتمة بالبيئة دوراً كبيراً كمنظمة "السلام الأخضر".
-فالأزياء الخضراء أو العضوية باتت سوقًا مفتوحة لشرائح المجتمع المختلفة، وقد شهدت مقدونيا أخيراً عرض أزياء "بيئياً" من تصميم طلاّب، قدموا فيه مجموعة من ٤٧ زياً "صديقاً للبيئة"، من مواد مُعاد تدويرها ومهملات، استخدمت فيها أوراق صحف، وملابس قديمة، وأكياس بلاستيكية، وأدوات الطعام من شوك وملاعق، وعمدت هذه الأزياء إلى مراعاة المعايير العصرية والخطوط العامة لما يليق بخشبة عرض مع التركيز على الهاجس الأول وهو الحفاظ على البيئة. وهنا تلعب الأزياء القديمة دورين في آن واحد، فمن جهة تعتبر نوع من الفينتاج وتغيير للموضة ومن جهة أخرى الحفاظ على البيئة من خلال إعادة الإستعمال وعدم الإكثار من شراء الجديد، هذه الملابس المستعملة وغيرها من الإكسسوارات يمكن العثور عليها أيضاً على الشبكة العنكبوتية من خلال مواقع الإعلانات المبوبة ) كما هذا الموقع في تونس (فقد غدت الملابس التي تراعي خطوط الموضة وفي الوقت نفسه إعتبارات البيئة متوفرة في المتاجر، وبدأت الشركات الكبرى المتخصصة في إنتاج الملابس في عرض قطع من الثياب مصنوعة من القطن الذي تمت زراعته بطريقة تراعي المواصفات البيئية. في حين تشجع المنظمات البيئة على عدم إستهلاك الكثير من الألبسة التي لا ضرورة منها وذات تأثيرات على البيئة.
إذا أعجبك الموضوع لا تنسى مشاركته مع أصدقائك ؟
